بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
تعتبر جمعية الاتحاد والترقى المسؤولة الأولى عن اسقاط السلطان عبد الحميد وقد مرت الجمعية بأطوار حتى اتخذت هذه الاسم وقد كانت الجمعية تعرف باسم ((تركيا الفتاة ))وهو الاسم الشعبي لجمعية الاتحاد والترقى وكان هدف الجمعية هو إعادة الدستور لا أقل ولا أكثر والسير على الخط الاوروبى إلا ان أعضاءها انخدعوا إذ لم يكونوا على علم بنوايا الصهيونية شركائهم في العمل لذا لم يفهموا الى اى جهة سترجع كفة الميزان فاستمروا فى نشاطهم وزادوا منة دون النظر للعواقب ولان عبدوا الطريق أمام الخطوة الاخيرة ، كانت أعمالهم الثلاثة الكبرى من أهم اعمالهم حيث أنهم فتحوا الطريق أمام الصهيونية إلى فلسطين وسلموا طرابلس الغرب للاستعمار الأيطالي وأدخلوا الدولة العثمانية الحرب العاليمة الأولى دون أن يكون لها ناقة ولاجمل في حلف مع المانيا وكان اليهود وراء كل حزب وكل دعوه عنصرية في الإمبراطورية العثمانية 0 إن جميعه الاتحاد والترقي قبلت الأفكار الغربية المضادة للإسلام والفكرة الإسلامية لكنها استغلت الدين عند مخاطبتها للناس للتأثير فيهم وكسب انصاراً لهم في معركتهم ضد السلطان عبد الحميد وقد نجحوا في ذلك ، وكانت الجمعية لاتعترف بالاديان والفلسفة الوضعية العقلانية وهي (تنفي الدين ) والعلمانية ، وهي ( تبعد الدين عن الحياة ) ومع ذلك أستخدم الثوار الاتحاديون الدين لمحاربة السلطان وافتروا علية باسم الدين 0
نشأة جمعية الاتحاد والترقي:
جمعية الإتحاد والترقي (بالتركية العثمانية: اتحاد وترقي جمعيت ؛ تركية: İttihad ve Terakki Cemiyeti) نشأت كجمعية سرية باسم اتحاد عثماني جمعيت في عام 1889 لمجموعة من طلاب كلية الطب وهم ابراهيم طمو، عبد الله جودت، إسحاق سكوتي، وحسين زاده علي. ثم أصبحت منظمة سياسية أسسها بهاء الدين شاكر بين أعضاء تركيا الفتاة في عام 1906 أثناء إنهيار الدولة العثمانية. سيطرت على السلطة بين عامي 1908 و 1918. وفي نهاية الحرب العالمية الأولى، حاكم السلطان العثماني محمد الخامس معظم أعضائها محاكمة عسكرية وسجنهم. وقد اُعدِم بعض أعضاء الجمعية أثناء محاكمات "محاولة إغتيال أتاتورك" عام 1926. الأعضاء الباقون واصلوا حياتهم السياسية ضمن حزب الشعب الجمهوري (جمهوريت خلق پارتيسي) وأحزاب سياسية أخرى.
هي حركة معارضة هدفت إلى الإطاحة بالإمبراطورية العثمانية (رجل أوروبا المريض) . وصلت إلى سدة الحكم في الدولة العثمانية بعد إنقلابها على السلطان عبدالحميد الثاني في 27 ابريل 1909 و من ثم ورطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى سقوطها وتقاسم الدول الأجنبية لأراضيها.
جمعية الاتحاد والترقي واليهود :
هؤلاء اليهود يجتمعون في بيوتهم آمنين من كل خطر وكان بعضهم ومن بين هؤلاء فتحى المقدوني وهو صديق مصطفى كمال والذي انضم إلى جماعة المسلون واستعانوا على تأليف جمعيتهم وتنظيمها باقتباس أساليب المنظمات الماسونية وصاروا يتلقون الإعانات المالية الوافرة من مختلف الجهات ويتصلون وبصورة منتظمة ومستمرة باللاجئين السياسيين البارزين الذي نفاهم عبدالحميد إلى الخارج أما عن سياسة عبدالحميد تجاه الصهيونية فهي واضحة إلى حد بعيد ويكفي أن نقول أن الصهيونية هي التي أطاحت بحكمه. إلا أنه مع ذلك قد وقع في أخطاء عندما قام بإصدار بعض الأوامر والقرارات البسيطة المتعقلة باليهود حيث استغل اليهود ذلك إذ قاموا بشراء بعض الأراضي وبناء مجموعة من المستعمرات. وقد استخدمت هذه الأوامر والتعليمات بمثابة وثيقة قانونية للتوسع في فلسطين إلا أنه كان قادراً أن يجد من مفهوم التوسع الإستيطاني الصهيوني عن طريق تقييد سياسة الهجرة اليهودية وقد عين السفير البريطاني في استانبول تفوق مركز اليهود في دوائر الحكومة العثمانية وقد أكد ذلك في المذكرة التي بعثها إلى وزارة الخارجية البريطانية جاء فيها "إن جمعية لاتحاد والترقي تبدو في تشكيلها الداخلي تحالفها يهودياً تركياً مزدوجاً فالأتراك يمدونها بالمادة العسكرية الفاخرة ويمدها اليهود بالعقل المدبر وبالمال والنفوذ الصحفي القومي في أوروبا. ان اليهود الآن في موقف المهم والمسيطر على الجهاز الداخلي للدولة. ونتيجة لسياسة الإتحاد والترقي إزاء الصهيونية في فلسطين وتبنى نظرية سياسة جديدة من قبل الإتحاديين إزاء العرب وذلك باعتبار من عام 1911م إلى قيام الحرب العالمية الاولى حث قام هؤلاء بإحياء الثقافة التركية في الولايات العثمانية وذلك يجعل اللغة التركية لغة رسمية في المدارس والمحاكم وقد قام رجال الاتحاد والترقي على إيجاد اللغة التركية وسموها "جميعة ترك أوجاعي" أي العائلة التركية وكانت الغاية من ذلك تتريك العناصر العثمانية وقد قام رجال هذه الجميعة على إصدار كتب من ذلك الكتاب الذي ألفه جلال نوري بك وكتابه تاريخ المستقبل وجاء فيه ان المصلحة تقتضي على الحكومة في الاستانة بإكراه السوريين على ترك أوطانهم وأن البلاد العرب ولا سيما العراق والتي يجب تحويلها إلى مستعمرات تركية لنشر اللغة التركية يجب أن تكون لغة الدين مهما لا مفر لنا عنه للدفاع عن كياننا أن نحول جميع الأقطار العربية إلى أقطار تركية لأن النشء العربي الحديث صار يشعر بعصبية جنسية وهو يهددنا بنكبة عظيمة يجبب أن نحتاط لها من الآن" . ان ظاهرة معارضة السلطة السياسية للحكم العثماني من قبل العرب وقد برزت إلى الوجود في كتابات بعض الكتاب وخير مثال على ذلك "كتاب نجيب عازوري وذلك عام 1905م حيث طالب غازوري في هذه الكتابات باستقلال الوطن العربي عن السلطة العثمانية وإعادة الخلافة إلى شخص عربي ينتمي إلى نسب قريش إلا أن هذه الكتابات لم يكن لها طابع شعبي قبل عام 1908م وحتى في هذه الحقبة الزمنية لم تكن هناك الا تظاهرة قليلة لاتجاهات الفكرية عند الشعب العربي وكتب علي أكرم بك فتغير مفهوم الحرية واستخداماته الخاطئة من وجة نظره هو والسبب الحقيقي الذي قاد إلى ظهور القومية عند الشعب العربي. ويجب أن نعترف في هذا المجال أنه لم تمنح الحرية التامة لهؤلاء العرب للتعبير عن آرائهم السياسية كل ذلك تؤدي إلى إهمال تعليم الشعب العربي في القدس والمنطقة السورية وذلك فإن الولاة كانوا يختارون من بين الترك وليس من بين العرب وهذه الأسباب كفيلة في بلورة الفكر القومي عندهم"
جمعيةالاتحاد والترقي في العمل السياسي:
شرعت جمعية الاتحاد والترقي في العمل عندما أذاعت لجنتها المركزية برنامجها السياسي ووصفته بأنه مؤقت ريثما يجمتع مجلس المبعوثان وجاء فيه ما يرمي إلى المسؤولية الوزارية أما البرلمان وحق مجلس المبعوثان والأعيان في تشريع القوانين وانتخاب ثلثي أعضاء مجلس الأعيان منه ومن قبل ممثلي الأمة، والتصويت العام ومساواة جميع المواطنين أمام القانون في الحقوق والواجبات دون تفريق بين الأديان والقوميات وحرية التعليم وتأليف الجمعيات وشمول خدمة العلم للمواطنين كافة بما فيهم غير المسلمين وإصلاح حالة الفلاحين وتسوية ما بين العمال وأصحاب العمل. وقد قدم هذا البرنامج المؤقت بوصفه يتضمن أموراً تستوجب تعديل دستور سنة 1876م المعاد إعلانه ليتلاءم معها . وذلك أن الدستور المشار إليه لا يتضمن المسؤولية الوزارية أمام البرلمان ولا يتضمن حق المسلمين في التشريع . اعتقد الاتحاديون أنهم بإزالة عبدالحميد يستطيعون تقريب العناصر المختلفة في الدولة العثمانية وأن الدول الأوربية ستكف عن مضايقاتها للدولة العثمانية وتصور الاتحاديون أن هذه الدول الأوروبية تتعهد بحماية الدولة العثمانية بإنهاء حكم عبدالحميد الثاني الفردي غير المشروطي (غير ديمقراطي) والذي حدث أنه عقب المشروطية فقدت الدولة العثمانية البوسنة والهرسك مما أصاب الاتحاديين بالهلع وفي 23 يوليو 1908م أضطر عبدالحميد اضطراراً إلى إعلان المشروطية الثانية وتولى جميعة (الاتحاد والترقي) الحكم وأعلنت تمثلها لمبادئ الثورة الفرنسية (الحرية-العدالة – المساواة- الأخوة) أما في 10 أكتوبر 1908ن فقد استقلت عن الدولة العثمانية كلاً من بلغاريا وكريت التي اعلنت انضمامها لليونان في 6 أكتوبر واستقلت البوسنة والهرسك في 13 أبريل 1909م ودبر الجيش العثماني حادثة عرفت باسم حدث 31 مارس ثم نسبوها إلى السلطان عبدالحميد وقالوا: أنه اراد ثورة لعناصر الجميعة (الاتحاد والترقي) واتخذ الجيش هذه ذريعة للتحرك لعزل السلطان عبدالحميد الثاني وإبلاغه بقرار العزل وفداً مكوناً من أربعة أشخاص لم يكن منهم تركي ولا عربي واحد وانما كان على راس الوفد يهودي والثلاثة الآخرون ارمني وألباني وجرجي واليهودي هو ايمانويل الذي لعب فيما بعد دوره المشؤوم في الاحتلال الإيطالي لليبيا وتنازل السلطان عبدالحميد الثاني عن العرش لأخيه السلطان محمد رشاد في 27أبريل 1909م وكان على السلطان عبدالحميد أن يركب هو واسرته القطار إلى منفاه سالونيك وهذه المدينة ذات الطابع اليهودي في قصر يمتلكه يهودي يسمى ألاتيني إمعاناً في إذلال عبدالحميد وفي 10 فبراير 1918 مات السلطان عبدالحميد عن ست وسبعين
مقدمة
تعتبر جمعية الاتحاد والترقى المسؤولة الأولى عن اسقاط السلطان عبد الحميد وقد مرت الجمعية بأطوار حتى اتخذت هذه الاسم وقد كانت الجمعية تعرف باسم ((تركيا الفتاة ))وهو الاسم الشعبي لجمعية الاتحاد والترقى وكان هدف الجمعية هو إعادة الدستور لا أقل ولا أكثر والسير على الخط الاوروبى إلا ان أعضاءها انخدعوا إذ لم يكونوا على علم بنوايا الصهيونية شركائهم في العمل لذا لم يفهموا الى اى جهة سترجع كفة الميزان فاستمروا فى نشاطهم وزادوا منة دون النظر للعواقب ولان عبدوا الطريق أمام الخطوة الاخيرة ، كانت أعمالهم الثلاثة الكبرى من أهم اعمالهم حيث أنهم فتحوا الطريق أمام الصهيونية إلى فلسطين وسلموا طرابلس الغرب للاستعمار الأيطالي وأدخلوا الدولة العثمانية الحرب العاليمة الأولى دون أن يكون لها ناقة ولاجمل في حلف مع المانيا وكان اليهود وراء كل حزب وكل دعوه عنصرية في الإمبراطورية العثمانية 0 إن جميعه الاتحاد والترقي قبلت الأفكار الغربية المضادة للإسلام والفكرة الإسلامية لكنها استغلت الدين عند مخاطبتها للناس للتأثير فيهم وكسب انصاراً لهم في معركتهم ضد السلطان عبد الحميد وقد نجحوا في ذلك ، وكانت الجمعية لاتعترف بالاديان والفلسفة الوضعية العقلانية وهي (تنفي الدين ) والعلمانية ، وهي ( تبعد الدين عن الحياة ) ومع ذلك أستخدم الثوار الاتحاديون الدين لمحاربة السلطان وافتروا علية باسم الدين 0
نشأة جمعية الاتحاد والترقي:
جمعية الإتحاد والترقي (بالتركية العثمانية: اتحاد وترقي جمعيت ؛ تركية: İttihad ve Terakki Cemiyeti) نشأت كجمعية سرية باسم اتحاد عثماني جمعيت في عام 1889 لمجموعة من طلاب كلية الطب وهم ابراهيم طمو، عبد الله جودت، إسحاق سكوتي، وحسين زاده علي. ثم أصبحت منظمة سياسية أسسها بهاء الدين شاكر بين أعضاء تركيا الفتاة في عام 1906 أثناء إنهيار الدولة العثمانية. سيطرت على السلطة بين عامي 1908 و 1918. وفي نهاية الحرب العالمية الأولى، حاكم السلطان العثماني محمد الخامس معظم أعضائها محاكمة عسكرية وسجنهم. وقد اُعدِم بعض أعضاء الجمعية أثناء محاكمات "محاولة إغتيال أتاتورك" عام 1926. الأعضاء الباقون واصلوا حياتهم السياسية ضمن حزب الشعب الجمهوري (جمهوريت خلق پارتيسي) وأحزاب سياسية أخرى.
هي حركة معارضة هدفت إلى الإطاحة بالإمبراطورية العثمانية (رجل أوروبا المريض) . وصلت إلى سدة الحكم في الدولة العثمانية بعد إنقلابها على السلطان عبدالحميد الثاني في 27 ابريل 1909 و من ثم ورطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى سقوطها وتقاسم الدول الأجنبية لأراضيها.
جمعية الاتحاد والترقي واليهود :
هؤلاء اليهود يجتمعون في بيوتهم آمنين من كل خطر وكان بعضهم ومن بين هؤلاء فتحى المقدوني وهو صديق مصطفى كمال والذي انضم إلى جماعة المسلون واستعانوا على تأليف جمعيتهم وتنظيمها باقتباس أساليب المنظمات الماسونية وصاروا يتلقون الإعانات المالية الوافرة من مختلف الجهات ويتصلون وبصورة منتظمة ومستمرة باللاجئين السياسيين البارزين الذي نفاهم عبدالحميد إلى الخارج أما عن سياسة عبدالحميد تجاه الصهيونية فهي واضحة إلى حد بعيد ويكفي أن نقول أن الصهيونية هي التي أطاحت بحكمه. إلا أنه مع ذلك قد وقع في أخطاء عندما قام بإصدار بعض الأوامر والقرارات البسيطة المتعقلة باليهود حيث استغل اليهود ذلك إذ قاموا بشراء بعض الأراضي وبناء مجموعة من المستعمرات. وقد استخدمت هذه الأوامر والتعليمات بمثابة وثيقة قانونية للتوسع في فلسطين إلا أنه كان قادراً أن يجد من مفهوم التوسع الإستيطاني الصهيوني عن طريق تقييد سياسة الهجرة اليهودية وقد عين السفير البريطاني في استانبول تفوق مركز اليهود في دوائر الحكومة العثمانية وقد أكد ذلك في المذكرة التي بعثها إلى وزارة الخارجية البريطانية جاء فيها "إن جمعية لاتحاد والترقي تبدو في تشكيلها الداخلي تحالفها يهودياً تركياً مزدوجاً فالأتراك يمدونها بالمادة العسكرية الفاخرة ويمدها اليهود بالعقل المدبر وبالمال والنفوذ الصحفي القومي في أوروبا. ان اليهود الآن في موقف المهم والمسيطر على الجهاز الداخلي للدولة. ونتيجة لسياسة الإتحاد والترقي إزاء الصهيونية في فلسطين وتبنى نظرية سياسة جديدة من قبل الإتحاديين إزاء العرب وذلك باعتبار من عام 1911م إلى قيام الحرب العالمية الاولى حث قام هؤلاء بإحياء الثقافة التركية في الولايات العثمانية وذلك يجعل اللغة التركية لغة رسمية في المدارس والمحاكم وقد قام رجال الاتحاد والترقي على إيجاد اللغة التركية وسموها "جميعة ترك أوجاعي" أي العائلة التركية وكانت الغاية من ذلك تتريك العناصر العثمانية وقد قام رجال هذه الجميعة على إصدار كتب من ذلك الكتاب الذي ألفه جلال نوري بك وكتابه تاريخ المستقبل وجاء فيه ان المصلحة تقتضي على الحكومة في الاستانة بإكراه السوريين على ترك أوطانهم وأن البلاد العرب ولا سيما العراق والتي يجب تحويلها إلى مستعمرات تركية لنشر اللغة التركية يجب أن تكون لغة الدين مهما لا مفر لنا عنه للدفاع عن كياننا أن نحول جميع الأقطار العربية إلى أقطار تركية لأن النشء العربي الحديث صار يشعر بعصبية جنسية وهو يهددنا بنكبة عظيمة يجبب أن نحتاط لها من الآن" . ان ظاهرة معارضة السلطة السياسية للحكم العثماني من قبل العرب وقد برزت إلى الوجود في كتابات بعض الكتاب وخير مثال على ذلك "كتاب نجيب عازوري وذلك عام 1905م حيث طالب غازوري في هذه الكتابات باستقلال الوطن العربي عن السلطة العثمانية وإعادة الخلافة إلى شخص عربي ينتمي إلى نسب قريش إلا أن هذه الكتابات لم يكن لها طابع شعبي قبل عام 1908م وحتى في هذه الحقبة الزمنية لم تكن هناك الا تظاهرة قليلة لاتجاهات الفكرية عند الشعب العربي وكتب علي أكرم بك فتغير مفهوم الحرية واستخداماته الخاطئة من وجة نظره هو والسبب الحقيقي الذي قاد إلى ظهور القومية عند الشعب العربي. ويجب أن نعترف في هذا المجال أنه لم تمنح الحرية التامة لهؤلاء العرب للتعبير عن آرائهم السياسية كل ذلك تؤدي إلى إهمال تعليم الشعب العربي في القدس والمنطقة السورية وذلك فإن الولاة كانوا يختارون من بين الترك وليس من بين العرب وهذه الأسباب كفيلة في بلورة الفكر القومي عندهم"
جمعيةالاتحاد والترقي في العمل السياسي:
شرعت جمعية الاتحاد والترقي في العمل عندما أذاعت لجنتها المركزية برنامجها السياسي ووصفته بأنه مؤقت ريثما يجمتع مجلس المبعوثان وجاء فيه ما يرمي إلى المسؤولية الوزارية أما البرلمان وحق مجلس المبعوثان والأعيان في تشريع القوانين وانتخاب ثلثي أعضاء مجلس الأعيان منه ومن قبل ممثلي الأمة، والتصويت العام ومساواة جميع المواطنين أمام القانون في الحقوق والواجبات دون تفريق بين الأديان والقوميات وحرية التعليم وتأليف الجمعيات وشمول خدمة العلم للمواطنين كافة بما فيهم غير المسلمين وإصلاح حالة الفلاحين وتسوية ما بين العمال وأصحاب العمل. وقد قدم هذا البرنامج المؤقت بوصفه يتضمن أموراً تستوجب تعديل دستور سنة 1876م المعاد إعلانه ليتلاءم معها . وذلك أن الدستور المشار إليه لا يتضمن المسؤولية الوزارية أمام البرلمان ولا يتضمن حق المسلمين في التشريع . اعتقد الاتحاديون أنهم بإزالة عبدالحميد يستطيعون تقريب العناصر المختلفة في الدولة العثمانية وأن الدول الأوربية ستكف عن مضايقاتها للدولة العثمانية وتصور الاتحاديون أن هذه الدول الأوروبية تتعهد بحماية الدولة العثمانية بإنهاء حكم عبدالحميد الثاني الفردي غير المشروطي (غير ديمقراطي) والذي حدث أنه عقب المشروطية فقدت الدولة العثمانية البوسنة والهرسك مما أصاب الاتحاديين بالهلع وفي 23 يوليو 1908م أضطر عبدالحميد اضطراراً إلى إعلان المشروطية الثانية وتولى جميعة (الاتحاد والترقي) الحكم وأعلنت تمثلها لمبادئ الثورة الفرنسية (الحرية-العدالة – المساواة- الأخوة) أما في 10 أكتوبر 1908ن فقد استقلت عن الدولة العثمانية كلاً من بلغاريا وكريت التي اعلنت انضمامها لليونان في 6 أكتوبر واستقلت البوسنة والهرسك في 13 أبريل 1909م ودبر الجيش العثماني حادثة عرفت باسم حدث 31 مارس ثم نسبوها إلى السلطان عبدالحميد وقالوا: أنه اراد ثورة لعناصر الجميعة (الاتحاد والترقي) واتخذ الجيش هذه ذريعة للتحرك لعزل السلطان عبدالحميد الثاني وإبلاغه بقرار العزل وفداً مكوناً من أربعة أشخاص لم يكن منهم تركي ولا عربي واحد وانما كان على راس الوفد يهودي والثلاثة الآخرون ارمني وألباني وجرجي واليهودي هو ايمانويل الذي لعب فيما بعد دوره المشؤوم في الاحتلال الإيطالي لليبيا وتنازل السلطان عبدالحميد الثاني عن العرش لأخيه السلطان محمد رشاد في 27أبريل 1909م وكان على السلطان عبدالحميد أن يركب هو واسرته القطار إلى منفاه سالونيك وهذه المدينة ذات الطابع اليهودي في قصر يمتلكه يهودي يسمى ألاتيني إمعاناً في إذلال عبدالحميد وفي 10 فبراير 1918 مات السلطان عبدالحميد عن ست وسبعين