1 -
أنهت بنجاح قراءة أشعارها . قوبلت بالتصفيق والإعجاب . جمعت أوراقها في مصنف وردي أنيق ، وغادرت المنبر ..
على سلم المنصة الصغير ، هبّ لملاقاتها ، مرافقها إلى الأمسية الشعرية ، وفي يده باقة زهور خرافية . أهداها الورود . وعلى غير العادة المألوفة، أمسك أطراف أصابعها الطويلة ، ولثم يدها الرقيقة . جلس قربها في الصف الأول من المقاعد ، بدا( وهو في العقد السادس من عمره ) أنيقاً متورد الخدّين مشعاً بحب الحياة . مال نحوها هامساً :
- أنت شاعرة عظيمة ، وفوق ذلك امرأة رائعة . أنا أؤمن بحرية المرأة ، تلك الحرية التي تسمح بالتألق والنجاح .
تورّد وجهها وفاض أنوثة ، أجابت :
- شكراً لك ، بشكل عام المرأة المبدعة ، بحاجة هي أيضاً إلى وجود رجل متحضّر ، يقف إلى جانبها .....
- لست أدري ، كيف ضيّعت عشر سنوات من عمرك مع زوجك السابق ، الذي لم يقدر موهبتك واحتياجاتك ، لو كنت زوجك ، لتلك الفترة المديدة ، لحصلت على جائزة نوبل للآداب بفضل دعمي ومساندتي لك .
ضمّختها كلماته بالزهور ، كفراشة طارت بين مفردات إطرائه . قالت لنفسها :
" لأغرق في عطر حياته وتفاصيل يومه ".
- 2 -
في الصباح الباكر من ليلة الزفاف . سمعت العروس الأديبة أصواتاً غريبة في حديقة البيت لفاخر ، الذي اختاراه عشاً للزوجية . أطلت من النافذة . دهشت حين رأته يحفر حفرة كبيرة ، وفي يده المصنف الوردي ، الذي يحوي أعمالها الأدبية . صاحت :
- مؤلفاتي . هبت مذعورة باتجاه الباب ، فتحته ، لسعتها نسمة باردة ، تطاير شعرها الأشقر وأذيال ثوبها الشفيف الأبيض ، صرخت متوسلة :
- أشعاري ، قصصي ، مقالاتي ، ماذا تفعل !؟
لم يكترث لندائها . مدت يدها لتخطف المصنف منه ، دفعها جانباً بخشونة ، جمدت مكانها حدقت ملء عينيها ، تأملت تفاصيل سحنته ، رأت وجهاً لا يشبه الوجه الذي كان يرتديه سابقاً .
قال لها بصوت يشبه قرقعة الآلة الصدئة :
- اصمتي ، وان شئت ، ففي الحفرة متسع من المكان ، لك أيضاّ
أنهت بنجاح قراءة أشعارها . قوبلت بالتصفيق والإعجاب . جمعت أوراقها في مصنف وردي أنيق ، وغادرت المنبر ..
على سلم المنصة الصغير ، هبّ لملاقاتها ، مرافقها إلى الأمسية الشعرية ، وفي يده باقة زهور خرافية . أهداها الورود . وعلى غير العادة المألوفة، أمسك أطراف أصابعها الطويلة ، ولثم يدها الرقيقة . جلس قربها في الصف الأول من المقاعد ، بدا( وهو في العقد السادس من عمره ) أنيقاً متورد الخدّين مشعاً بحب الحياة . مال نحوها هامساً :
- أنت شاعرة عظيمة ، وفوق ذلك امرأة رائعة . أنا أؤمن بحرية المرأة ، تلك الحرية التي تسمح بالتألق والنجاح .
تورّد وجهها وفاض أنوثة ، أجابت :
- شكراً لك ، بشكل عام المرأة المبدعة ، بحاجة هي أيضاً إلى وجود رجل متحضّر ، يقف إلى جانبها .....
- لست أدري ، كيف ضيّعت عشر سنوات من عمرك مع زوجك السابق ، الذي لم يقدر موهبتك واحتياجاتك ، لو كنت زوجك ، لتلك الفترة المديدة ، لحصلت على جائزة نوبل للآداب بفضل دعمي ومساندتي لك .
ضمّختها كلماته بالزهور ، كفراشة طارت بين مفردات إطرائه . قالت لنفسها :
" لأغرق في عطر حياته وتفاصيل يومه ".
- 2 -
في الصباح الباكر من ليلة الزفاف . سمعت العروس الأديبة أصواتاً غريبة في حديقة البيت لفاخر ، الذي اختاراه عشاً للزوجية . أطلت من النافذة . دهشت حين رأته يحفر حفرة كبيرة ، وفي يده المصنف الوردي ، الذي يحوي أعمالها الأدبية . صاحت :
- مؤلفاتي . هبت مذعورة باتجاه الباب ، فتحته ، لسعتها نسمة باردة ، تطاير شعرها الأشقر وأذيال ثوبها الشفيف الأبيض ، صرخت متوسلة :
- أشعاري ، قصصي ، مقالاتي ، ماذا تفعل !؟
لم يكترث لندائها . مدت يدها لتخطف المصنف منه ، دفعها جانباً بخشونة ، جمدت مكانها حدقت ملء عينيها ، تأملت تفاصيل سحنته ، رأت وجهاً لا يشبه الوجه الذي كان يرتديه سابقاً .
قال لها بصوت يشبه قرقعة الآلة الصدئة :
- اصمتي ، وان شئت ، ففي الحفرة متسع من المكان ، لك أيضاّ